مرة واحد صديقى جاى من اليابان بيحكيلى إنه فى الشركة اللى كان بيشتغل فيها، كان المدير حاطط فى المدخل كيس كبير من الرمل كان كل موظف متغاظ يطلع كبته فى كيس الرمل ده بإنه يديله اللى يقدر عليه من اللكمات والركلات، أنا حاسس إن كتير من الرجالة فى مجتمعنا بيتعامل مع المرأة والبنت بنفس منطق كيس الرمل اليابانى!، كله بيطلع كبته وضيقه وعقده النفسية فى هذا الكيان اللى اسمه البنت، الأب مظلوم فى شغله يرجع البيت يضرب بنته ومراته، الأخ فاشل فى حياته أول ما يدخل البيت يتلكك على مشكلة مع أخته ويخترع خناقة معاها، البنت بقت فى مجتمعنا لوحة تنشين سهلة لإطلاق الرصاص، ما تصدرش مشكلتك وترميها على شماعة الزوجة والأخت والبنت، حاول تحل مشاكلك وتفك عقدك وتعالج كبتك بعيداً عن تاء التأنيث. جبل الأساطير والأوهام والخرافات فى حياتنا أعلى جبل فى العالم، أعلى من قمة جبل إيفرست، ومن أشهر وأخطر الأساطير والخرافات دى، خرافة أو بالأصح تخريفة إن البنت فى مصر بتكبر بدرى، لأن مصر من البلاد الحارة، وبيتقال تعبير غريب لوصف هذه الظاهرة إن البنت بتفور بدرى، وإن خراط البنات خرطها بدرى، وعلشان هى فارت بدرى واتخرطت بدرى، يبقى لازم تتجوز بدرى!، وتكبر الخرافة زى كرة التلج، ونصدقها ونضحك على نفسنا، نصدق الوهم لإننا عايزين نصدقه مش لأنه حقيقة، ونتعلق بالأسطورة لإننا بنتمناها مش لأنها فى مصلحتنا، بنصدق كل ده لإننا ما زلنا بنتعامل مع البنت على أنها عبء، على أنها حمل تقيل، وبالطبع كل ما خلصنا من العبء والحمل ده بدرى، كل ما كسبنا راحة البال، عمرنا ما حنكسب راحة البال بجواز العيال. الأرقام المرعبة كتير فى حياتنا، ولكن من أكتر الأرقام رعباً أرقام الزواج المبكر فى مصر، اللى أنا بأسميها نخاسة القرن الحادى والعشرين، النخاسه تجارة، والزواج المبكر هو أخطر أنواع التجارة فى أجساد وأرواح البنات، ودى بعض أرقام بورصة الزواج المبكر، 45% من بنات الريف بيتجوزوا أقل من 16 سنة، نسبة وفيات الحمل والولادة للأمهات المراهقات خمسة أضعاف الأمهات فوق العشرين، فيه 300 حالة زواج مبكر من غير المصريين يومياً فى الشهر العقارى بتزيد لخمسمية فى الصيف، الزواج المبكر فى الريف بيحرم حوالى 47% من البنات من فرص استكمال تعليمهم!!، مش قلتلكم أرقام مرعبة، البورصة الوحيدة اللى نفسى تخسر علشان إحنا نكسب هى بورصة الزواج المبكر. زمان فى عصر الفراعنة واحتفالاً بالفيضان كانوا بيجيبوا فتاه عذراء ويزينوها بعد ما يختنوها ويرموها فى النيل كقربان، كانوا فاكرين إن النيل حيغضب عليهم لو ما قدموش هذا القربان الأنثوى، هل إحنا فى القرن الواحد والعشرين ما زلنا نتمسك بهذه الأساطير؟، هل تركنا كل التراث الفرعونى من جدية وفن وإبداع وتمسكنا بس بقربان وفاء النيل؟!، البنت يا سادة مش قربان البنت كيان، وكيان مهم فى حياتنا، المجتمع الصحى مش ممكن يكون أعرج بساق واحدة أو أخرس بيتكلم بنص لسان، المجتمع ولد وبنت مش سيد وجارية، وخليكو فاكرين البنت كيان مش قربان. أحب شىء إلينا فى الحياة الفصال، بنحس وإحنا بنفاصل بمتعة غير طبيعية وخاصة لما ننتصر فى النهاية ونحقق السعر اللى فى دماغنا، والفصال شىء مسموح بيه فى الأسواق وفى المحلات والمولات والمتاجر، لكنه مرفوض وممنوع بل ومجّرم إذا استخدمناه فى الأرواح والقوانين، والحمد لله إن قانون منع ختان البنات رفض الفصال ورفض يمسك العصاية من النص، زمان كانوا بيقولوا ممنوع الختان إلا إذا قام به الطبيب، وأنا مبخافش من حاجة فى الدنيا أد إلا «إذا» دى، يا جماعة مفيش فصال، ممنوع الفصال فى أرواح بناتنا وأجساد بناتنا وكرامة بناتنا، المسألة يا أبيض يا أسود مفيش رمادى، الطبيب اللى بيعمل ختان للبنات جريمته زى الداية بالضبط بل أخطر، صدقونى مفيش جريمة شيك بجونتى وديتول، الجريمة جريمة حتى ولو كانت لابسة بالطو أبيض.